الرئيسية / المنتجات / دليل المقالات / الكيرسيتين كممثل لمجموعة الفلافونوئيدات العضوية

مقالات
الكيرسيتين كممثل لمجموعة الفلافونوئيدات العضوية

يصنف الكيرسيتين مثل الفلافون - واحدة من ست فئات من الفلافونويد. وفقا لتسمية الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية تكتب الصيغة العضوية للكيرسيتين (3،3`، 4`، 5،7- pentagidroksiflavanon). هذه الصيغة تدل على ان الكيرسيتين هو الجزء اللاسكري من مجموعة الكربوهيدرات المتميزة بالعديد من الخصائص الكيميائية والدوائية.غليكوزيد الكيرسيتين يتشكل بالانضمام إليه جزئ سكر - الغلوكوز، رامنوز أو روتينوز - الذي يحل محل واحدة من مجموعات الهيدروكسيل في تركيبته الكيميائية، عادة في الطور الثالث ومن ثم لاحقا شكيل ربطة غليكوزيدية. هذه الرابطة تؤثر على الذوبان والامتصاص وغيرها من الخصائص التي يتمتع بها الكيرسيتين في الجسم الحي (3). انتظام العملية التجريبي يتمثل في وجود جزيئات الكربوهيدرات في هيكل غليكوزيد الكيرسيتين التي تجعل ذوبانه أفضل في المياه مقارنة مع الجزء اللاسكري للكيرسيتين (1). على الرغم من مصطلح "الكيرسيتين" يدل عموما فقط على الجزء اللاسكري، في البحوث الطبية غالبا ما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى جزيء غليكوزيدات الكيرسيتين.


المصادر الغذائية للكيرسيتين


مركبات الكيرسيتين فلافونول (عموما الغليكوزيدات)، هي الممثل الأكثر انتشارللفلافونوئيدات الموجودة في المواد الغذائية بكميات كبيرة مثل (التوت والتفاح والعنب والبصل والكراث والشاي والطماطم)، وكذلك البذور والمكسرات وبعض انواع الحبوب و الزهور أوراق الشجر والأعشاب


الجزء الأكبر من الكيرسيتين اللذي نتناوله مع الغذاء هو موجود في الغليكوزيدات؛ الجزيئات اللاسكرية للكيرسيتين تكون ممثلة في النظام الغذائي بكميات أقل بكثير. نحيطكم علما بان محتوى الكيرسيتين في المواد الغذائية يتأثر بشكل كبير بظروفها الزراعية مثل ( التربة والظروف المناخية، والمركبات العضوية، وغيرها.) (3).


التوافر البيولوجي والدوائي


في استعراض ضخم للبحوث حول الكيرسيتين، التي نشرت في بداية هذا القرن، خلص كل من شولتس ويليامسون إلى أن العوامل الأكثر تأثيرا على التوافر البيولوجي وامتصاص الكيرسيتين هي تركيبة الكربوهيدرات (السكر) البسيطة أو المعقدة التي تضاف إليه، وذوبانه اللذي يمكن أيضا ان يختلف تبعا لإدراج في النظام الغذائي، الكحول و الدهون (12).


العديد من الدراسات على الحيوانات أظهرت أيضا أن الحمية الغذائية تؤثر على التوافر البيولوجي للكيرسيتين.


من المعروف بالفعل أن غليكوزيدات الكيرسيتين تتمتع بتوافر بيولوجي عالي إذا ما أُعطيت بالاشتراك مع بعض السكريات المتعددة و الأحادية السكريد. أيضا أظهرت التجارب أن الكيرسيتين يهضم بشكل أفضل إذا أعطي مع البكتين و المواد قليلة السكريد الغير قابلة للذوبان، و ربما التغيرات في التكوين الكمي والنوعي لبكتيريا الأمعاء، أيضا تسهم في هضمه بشكل أفضل (2.4). بالإضافة إلى ذلك، حمية غنية بالسكريات البسيطة (الكثير من الفواكه و التوت والخضار في النظام الغذائي) لمدة 6 أسابيع تزيد في مستويات الكيرسيتين في البلازما إلى الضعف، أما اتباع نظام غذائي فقير بهذه السكريات يسبب انخفاض مستواه في البلازما 30٪ (5). دراسات تجريبية أخرى على مزيج من الكيرسيتين مع السكريات البسيطة (متطوعين أصحاء، لمدة شهرين) أظهرت ارتفاع مستوى الكيرسيتين في البلازما إلى 32-51٪ (6).


اتباع حمية غذائية مع اضافة كمية قليلة من الدهون أو الليسيثين (صُفار البيض ) ايضا يحسن هضم الكيرسيتين اما إفرازه من الجسم يصبح بطيأً عندما يضاف إلى النظام الغذائي كميات كبيرة من الدهون (7). عادة في التجارب يقاس مستوى الكيرسيتين في البلازما، ولكن ينبغي أن يوضع في الاعتبار أن كميات كبيرة من الكيرسيتين مخزنة في "مستودع" في خلايا الدم الحمراء، ومن ثم تُفرز في البلازما (3).


المؤشرات السريرية للعلاج بالكيرسيتين


أُثبت أن الكيرسيتين يمتلك الكثير من الخواص الإيجابية، البعض منها قد تم تاكيده بدراسات سريرية جدية. وقد أظهرت الدراسات على الحيوانات أن الخصائص المضادة للأكسدة للكيرسيتين تؤمن الحماية للدماغ والقلب وأنسجة أخرى من الضرر الناجم عن نقص التروية و إعادة التروية، والسموم والعوامل الأخرى تؤدي إلى الإجهاد التأكسدي (3).
يمكن القول بأن معظم الباحثين ركزوا حصرا على القدرة المضادة للأكسدة لهذا الفلافونويد. بالإضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة المعروفة، الكيرسيتين هو دواء قوي واسع الاستخدام في حالات مرضية كثيرة وفقا لمؤشرات سريرية محددة. وقد أثبت الكيرسيتين فعاليته في عدة مجالات طبية اخرى مثل الحساسية والمناعة، أمراض الغدد الصماء، أمراض الجهاز الهضمي والمسالك البولية، وايضا يمكن إستخدامه مستقبلاً في علاج الامراض النفسية و الأورام.


الحساسية


تثبيط تحرر الهيستامين من الخلايا البدينة والخلايا المحببة ( المستقعدة) في المختبر يشير إلى أن الكيرسيتين يمتلك تأثيرا مضادا  للحساسية. الدراسات التي أجريت على الحيوانات أكدت وجود مثل هذه الإمكانات في علاج الامراض التحسسية للجهاز التنفسي، أظهرت التجارب التي اجريت على الخنازير البحرية المخبرية بان الكيرسيتين إذا اعطي عن طريق الفم أو الاستنشاق، لديه نشاط مضاد للربو (8،9). في حالات الالتهاب التحسسي للقصبات الهوائية والربو عند الفئران أظهر الكيرسيتين نشاطا قويا و فعالا كمضاد للتحسس، من خلال خفض عدد الكريات البيضاء المعتدلة والمستحمضة، الارتشاحات  الرئوية و تثبيط تطور اعراض الربو (10). كما أظهرت الدراسات المجراة في المختبر و على الحيوانات أن الكيرسيتين قادر على كبح تصاعد أعراض الحساسية المفرطة (الاعوار التأقي). شيشينبورغ Shishenborg وآخرون أثبتوا أن العلاج  بالكيرسيتين في جرعة 50 ملغ \ كغ من وزن الجسم عند الفئران يمنع الاستجابة المناعية IgE وبشكل كامل يمنع ظهور الحساسية من الفول السوداني، وعند الخنازير المخبرية يمنع تطور اعراض الحساسية المفرطة (الاعوار التأقي) المتمثلة برجفان الأمعاء. (10) لا توجد دراسات حول استخدام الكيرسيتين في علاج الربو عند البشر و لاكن الدراسات الوبائية تظهر علاقة عكسية بين إرتفاع عدد حالات الاصابة بالربو واستخدام الكيرسيتين (3). من الجدير بالذكر ان الكيرسيتين يمتلك قدرة عالية التاثير على اعراض التهاب الملتحمة التحسسي الموسمي. تناول جرعة 100-200 ملغ كيرسيتين لمدة 4 أسابيع قبل موسم حبوب الطلع ومن ثم الاستمرار لمدة 8 أسابيع، لوحظت مفارقة واضحة بين مجموعة الناس اللذين تناولوا حقيقتا الكيرسيتين حيث بدى لديهم انخفاض واضح في شدة الأعراض المرافقة لالتهاب الملتحمة التحسسي الموسمي بالمقارنة مع المجموعة الثانية التي لم تتلقاه بشكل فعلي (11). في دراسة تجريبية تبين أن الكيرسيتين يمكن أن يقلل من احمرار البشرة الناجمة عن تناول النياسين. ربما يعزى هذا التأثير إلى قدرة الكيرسيتين على منع إفراز الخلايا البدينة للبروستاغلاندين D2، جرّاء تناول النياسين (3). القدرة على تثبيط صناعة البروستاغلاندين تفتح آفاقا جديدة لمزيد من البحث حول استخدام الكيرسيتين في علاج مختلف الامراض التحسسية.


الغدد الصماء


بروتين الدوزوريدوكتازا يعتبر محفز لتحويل الغلوكوز إلى سوربيتول و يلعب دورا كبيرا في تطور الساد السكري. الدراسات المخبرية أثبتت أن الكيرسيتين يثبط تراكم الدوزوريدوكتازا والبوليولات في عدسة العين عند الفئران المصابة  بالسكري (13). علاوة على ذلك أثبتت التجارب ان الكيرسيتين قادر على خفض بشكل كبير مستوى السكر على الريق عند الفئران وتحسين مؤشرات اختبار تحمل الغلوكوز و وظيفة خلايا بيتا والتقليل من أعراض الاعتلال العصبي السكري عند هذه الفئران عندما تعطى لمدة 30 يوما (3،13). يوجد دراسة واحدة فقط على البشر أثناء استخدام الكيرسيتين عند مرضى السكري سواء من النوع 1 أوالنوع 2، تهدف إلى تقييم فعاليته على الاعتلال العصبي السكري. تألفت المجموعة من 34 شخص من الرجال والنساء المصابون بمرض السكري والاعتلال العصبي السكري. في غضون 4 أسابيع الجميع إستخدم مرهم يحتوي على الكيرسيتين و اسكوربيل بالميتات وفيتامين D3، موضعيا 3 مرات يوميا لكلا القدمين. نتيجة للدراسة لوحظ انخفاض كبير في شدة الأعراض السريرية التالية، مثل آلام المفاصل، الطفح الجلدي على الأصابع و الإحساس بالخدر في الأطراف السفلية. بالإضافة إلى ذلك جميع المشاركين  في هذه الدراسة  لاحظوا تحسنا واضحا في نوعية الحياة أثناء فترة العلاج (14).

الاستخدام الموضعي للكيرسيتين في القدم السكرية يمكن أن يكون واعدا جد
اظهرت التجارب نتائج مثيرة للاهتمام اثناء إستخدام الكيرسيتين لعلاج متلازمة الاستقلاب الغذائي مع تحليلا مفصلا لتأثير الكيرسيتين على كل عنصر من مكونات هذه المتلازمة وقد أظهرت العديد من الدراسات الوبائية لأمراض القلب والشرايين عند كبار السن وجود علاقة عكسية بين تناول الكيرسيتين والإصابة بنقص التروية التاجية (15،16). أكبر الدراسات هي التي قام بها Zutphen Elderly تدل على أن خطر الوفاة بأمراض نقص التروية التاجية ينخفض بشكل ملحوظ بزيادة محتوى الكيرسيتين في النظام الغذائي. علماء فنلنديون في دراسة جماعية كبيرة اظهروا ان إنخفاض نسبة الفلافونويدات في النظام الغذائي يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض قصور الشرايين التاجية، و إن زيادة محتواها في النظام الغذائي يؤثر عكسيا على خطر تطور هذه الامراض (16،17). في عدد ضخم من الدراسات على الحيوانات الكيرسيتين بشكل دائم كان له تأثيرا خافضا للضغط، الشرياني المرتفع (3). عند البشر الكيرسيتين يمتلك تأثير خافضا لضغط الدم عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع الضغط الشرياني، لكن هذا التأثير لا يوجد عند المرضى اصحاب الضغط الشرياني الطبيعي. في الاونة الاخيرة ظهرت أدلة على أن وجود متلازمة الاستقلاب الغذائي بالإضافة إلى السمنة فإن تاثير الكيرسيتين متعلق بالنمط الوراثي للبروتين الشحمي E عند المرضى.


 المرضى الذين يعانون من السمنة وغيرها من اعراض متلازمة الاستقلاب الغذائي فإن الكيرسيتين بجرعة 150 ملغ / اليوم لمدة 6 أسابيع خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 2.6 ملم زئبقي عند كل المرضى، و بمقدار 2.9 ملم زئبقي عند  المرضى اللذين يعانون من ارتفاع الضغط الشرياني و 3.7 ملم زئبقي في مجموعة فرعية من المرضى الشباب (العمر من 25 إلى 50 سنة). وفقا لدراسات أخرى (3)، نفس الجرعة من الكيرسيتين لمدة 6 أسابيع خفضت ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3.4 ملم زئبقي عند المجموعة صاحبة النمط الوراثي epsilon3/epsilon3 (apoE3) في الوقت نفسه لم يلاحظ إنخفاض في ضغط الدم لدى مجموعة المرضى اصحاب المورثات المضادة epsilon4 (apoE4). لكن في هذه المجموعة تلقي الكيرسيتين إرتبط بشكل كبير مع ارتفاع مستوى البروتينات الشحمية مرتفعة الكثافة HDL بالنسبة إلى البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة LDL، بينما في الوقت نفسه عند المجموعة صاحبة النمط الوراثيلم apoE3 لم يلاحظ  مثل هذا التأثير على مستوى الدهون في الدم.
من الجدير بالذكر ان تأثير الكيرسيتين على ارتفاع ضغط الدم عند المرضى الذين يعانون من متلازمة الاستقلاب الغذائي يمكن تفسيره كننتيجة لتأثيره على وظيفة الاغشية المبطنة للاوعية الدموية، علما بان جرعة واحدة من الكيرسيتين (200 ملغ) كافية للحد من تركيز مولد البطان (endothelin-1  (في البلازما (3).


الجهاز الهضمي


أظهرت الدراسات على الحيوانات أن للكيرسيتين تاثير وقائي ملحوظ  ضد الاكسدة التي يسببها الاجهاد بالإيثانول، وكذلك في التهاب المريء الارتدادي التجريبي (19). في الدراسات المختبرية، الكيرسيتين اظهر نشاطا ضعيفا ضد باكتيريا هيليكوباكتر بيلوري. العلاج بالكيرسيتين بجرعة 200 ملغ \ كغ من وزن الجسم يوميا عند الخنازير المخبرية المصابة بهيليكوباكتر بيلوري لمدة 15 يوما أدى إلى إنخفاض مستوى  هذه البكتيريا في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي و خفف من حدة الاعراض الالتهابية (20).


الجراحة البولية


العديد من الباحثين يتحدثون عن إمكانية استخدام الكيرسيتين في علاج بعض الأمراض الالتهابية لاعضاء الحوض. تم اختيار 30 رجلا مصابين بمتلازمة آلام الحوض المزمنة (التهاب البروستات المزمن) من الفئة الثالثة ألف والثالثة باء تم تصنيفهم في مجموعتين، تلقت إحداهما جرعة 500 ملغ مرتين في اليوم من الكيرسيتين ، في حين أن المجموعة الثانية حصلت على الجرعة نفسها من دواء وهمي (تجريبي). المرضى الذين يتناولوا الكيرسيتين، شهدوا تحسنا ملحوظا في إنخقاض حدة الأعراض المرضية (3). في دراسة أخرى على مجموعة مؤلفة من 17 شخصا تم إعطاؤهم لمدة شهر مكملات تحتوي على الكيرسيتين. أظهرت النتائج لدى 82٪ منهم تحسنا في إنخفاض حدة الأعراض المرضية بنسبة 25٪ (21). بالإضافة إلى ذلك، جرت محاولات لدراسة تعدد الأنماط الوراثية التي يمكن أن تشرح آلية تأثير الكيرسيتين على متلازمة آلام الحوض المزمنة (التهاب البروستات المزمن). وقد وجدت أشكالا وراثية محددة قادرة على تغيير التعبيرالوراثي الخلوى،اللذي يؤثر ايجاباً على الأعراض السريرية لدى هؤلاء المرضى. جميع المرضى اللذين لا يستجيبون للعلاج بالكيرسيتين لديهم نمط وراثى مرتبط بانخفاض الانتاج من عامل نخر الأورام TNF أو البروتين الخلوي IL-10.((22 


الكيرسيتين يعطي نتائج إيجابية أثناء إستخدامه في علاج التهاب المثانة الخلالي. إحدى التجارب أجريت على 22 مريضا (5 رجال و 17 إمرأة) مصابين بإلتهاب المثانة الخلالي تم إعطاؤهم الكيرسيتين بجرعة مقدارها 500 ملغ مرتين يوميا لمدة 4 أسابيع في دراسة مفتوحة. الدراسة أظهر تحسنا ملحوظا عند جميع المرضى في إنخفاض واضح في حدة الأعراض السريرية (23). 37 مريضة أخرى يعانون من التهاب المثانة الخلالي، تلقوا علاجاُ مركباً من (كبريتات الخوندرويتن، غيالورونات الصوديوم، كيرسيتين) لمدة 6 أشهر، خلال هذه الفترة عند جميع المرضى لوحظ تحسناً ملموساً من الناحية السريرية (24). الدراسات لمعرفة قيمة الكيرسيتين في علاج أمراض أعضاء الحوض مستمرة، و من التوقع في المستقبل القريب أن تُظهر هذه الأبحاث دوره الفعّال في علاج الأمراض البولية الأُخرى.


أمراض الروماتيزم


على الرغم من أن الكيرسيتين لم يظهر فائدة ملحوظة في علاج التهابات المفاصل الرثوية في العديد من الدراسات، لاكن الاكتشاف الغير متوقع من هذه الدراسات أظهر قدرتة المؤكدة على خفض الأعراض السريرية للإعتلال العظمي المفصلي إذا ما تم إشراكه مع أدوية أُخرى في العلاج. 46 مريضاً يعانون من الإعتلال العظمي المفصلي و 22 آخرين يعانون من إلتهابات المفاصل الرثوية الجميع تلقى علاجاً مركباً من الكيرسيتين و الغليكوزامين والخوندريتين لمدة 6 أشهر. لم تلاحظ أية آثار مفيدة للكيرسيتين في علاج المرضى المصابين بإلتهاب المفاصل الرثوية. و لاكن المرضى الذين يعانون من الإعتلال العظمي المفصلي لاحظوا تحسنا كبيرا من الناحية السريرية مثل إعادة القدرة على ( المشي، تسلق و نزول السلم ) وتغييراً موثوقاً في خصائص السائل الزلالي (25). يجدر بالإشارة إلى أن استخدام الكيرسيتين في علاج الإعتلال العظمي المفصلي في المستقبل يتطلب مزيدا من الدراسة (25).


المناعة


في الدراسات المخبرية أثبت الكيرسيتين فعالية واضحة ضد طائفة واسعة من الفيروسات، وخاصة ضد الناسخ العكسي لفيروس نقص المناعة عند الإنسان والفيروسات الأخرى مثل فيروس الحلأ من النمط الأول، فيروس شلل الأطفال من النمط الأول أيضاً، فيروس نظير الإنفلوينزا من النمط الثالث، الفيروس المسبب لإلتهاب الجهاز التنفسي و فيروس التهاب الكبد الفيروثي من النمط  C (26). جدير بالذكر أن الكيرسيتين  في نفس تلك الدراسات المخبرية أبدى نشاطاً مضاداً للجراثيم لوحظ هذا النشاط ضد خمسة أخرى من الكائنات الدقيقة بالإضافة إلى باكتيريا هيليكوباكتر بيلوري المذكورة سابقاً و هي:


Actinobacillus actinomycetemcomitans, Actinomyces viscosus, Porphyromonas gingivalis, Fusobacterium nucleatum,  Actinomyces naeslun- dii wvl


المتعلقة بإلتهابات اللثة و مضاعفاتها (27،28،29).


 في الدراسات المخبرية على الفئران، الكيرسيتين خفّض من حدة التلوث الجرثومي، و حماها من الإصابة بإلتهاب الدماغ و عضلة القلب و من العدوى بإلتهاب السحايا، وكذلك أحدّ من إنتشار العدوى بالتهابات الجهاز التنفسي الناتجة عن الإصابة بفيروس الانفلوينزا (30،31). في دراسات أخرى على الحيوانات أظهر الكيرسيتين دوراً مناعياً منظِماً و خصائصاً مضادة للالتهابات مثل الحد من شدة الأعراض السريرية للإلتهاب الدماغي الشوكي الأرجي عن طريق تثبيط الطرق الناقلة للإنترليكين IL-12 و تمايز الخلايا اللمفاوية المساعدة T1، و تخفيف الأعراض السريرية لإلتهاب عضلة القلب المناعي من خلال إنتاج السيتوكينات (بروتينات خلوية ناتجة عن تفاعل إلتهابي) المتمثلة بعامل نخر الأورام (TNF-a )  و إنتاج السيتوكينات المضادة للالتهابات،31) (IL-10) . (32

هناك دراسات تبين أن الاستخدام الطويل الأمد للكيرسيتين يؤدي إلى تحسن كبير في وظائف الجهاز المناعي عند الإنسان. لدى متطوعين أصحاء، أعمارهم من 40 سنة فما فوق تناولوا الكيرسيتين لمدة طويلة بجرعة 1 غرام يوميا أدى إلى إنخفاض كبير في عدد أيام الغياب عن العمل بسبب المرض بإلتهاب البلعوم و القصبات الهوائية و لوحظ أيضا إنخفاض واضح في حدة الأعراض السريرية عند الإصابة بهذا المرض (33). ومن المثير للإهتمام أن استخدام جرعات منخفضة من الكيرسيتين (100 ملغ / اليوم)، كما أثبتت دراسة أخرى على متطوعين أصحاء ( رياضيين )، لم تسفر عن تقوية ملحوظة للجهاز المناعي لديهم ولكن لوحظ  إنخفاض كبير في معدل حدوث الأمراض الفيروثية الحادة للجهاز التنفسي عندهم (1 من 20 متطوعا، مقارنة مع 9 من 20 في مجموعة الدواء الوهمي) خلال اسبوعين بعد التوقف عن التدريب (37). آليات تأثير الكيرسيتين على الوظيفة المناعية والجهاز المناعي للجسم تتطلب المزيد من البحث و الدراسة.


آفاق استخدام الكيرسيتين


الكيرسيتين هو عامل واعد لعلاج الكثير من الأمراض في مجالات طبية متنوعة أخرى، مثل الأمراض العصبية، الأمراض النفسية و الأورام بمختلف انواعها. التجارب على الحيوان أظهرت أيضاً خصائص الكيرسيتين المضادة للاكتئاب النفسي والمزيلة القلق، من الجدير بالذكر ان تأثير الكيرسيتين على هذه الأمراض لا يقل قوة عن تأثير الفلوكسيتين والإيميبرامين (34،35). الكيرسيتين له تأثير إيجابي على النوم بسبب قدرته على تنشيط مستقبلات حمض غاما الأمينوبوتيريك (36). في علاج الأورام، خلال السنوات الأخيرة، تم إعطاء اهتماماً خاصاً للكيرسيتين كدواء وقائي في العلاج الكيميائي لأنواع معينة من الأمراض مثل (سرطان الثدي، سرطان الكبد، سرطان المبيض، سرطان البنكرياس). بالفعل جرعة منخفضة نسبيا من الكيرسيتين تؤدي إلى تثبيط انتشار الخلايا السرطانية عند الإصابة بهذه الأنواع من السرطانات بفضل ايقافه لعملية الإنقسام الخلوي في المرحلة (38) G1. العدد الأكبر من الدراسات التي اجريت على كل من الحيوانات والبشر (في المرحلة ما قبل السريرية) أكدت أن الكيرسيتين دواء واعد في العلاج الكيميائي لهذه السرطانات إذا تم إعطاؤه مع بعض أدوية العلاج الكيميائي الأخرى (3). نظراً إلى الغياب الفعلي للآثار الجانبية (الجرعات حتى 1 غرام باليوم لا يوجد لديها أي تأثير سلبي على وظائف الكبد و الكلى، ومستويات الشوارد الكهربائية وإرقاء النزيف)، التحمل الجيد والفعالية القوية للكيرسيتين التي أظهرها من خلال الدراسات التي اجريت عليه تعطيه مستقبلاً واعداً في علاج الكثير من الأمراض.













تاريخ النشر: 17.02.2014